أسطورة عروسة البحر ( حورية البحر ) الحقيقة الكاملة

عروسة البحر أو حورية البحر، هي كائن بحري، تحمل صفات الإناث في جزءها العلوي، وصفات الأسماك في الجزء السفلي، وبالإطلاع إلى تعريفها في مجمع اللغة العربية، عُرفت بأنها ابنة البحر، أو ما يطلق عليها مسمى خيلان، ويعني الفتاة شديدة الجمال، تتمتع بالنقاء والقوة، ذات عينين ناصعة البياض، شابة لا تستطيع الإنجاب (أي أنها عاقر)، ولكن هل عروسة البحر حقيقية أم خيالية مجرد أسطورة وردت في خيالات المفكرين والمبدعين، ذلك ما سوف نتطرق إليه في السطور القادمة.
عروسة البحر الحقيقية
أنشأت عدة أساطير في هذا الصدد منها ما يعود إلى عقود قديمة من الزمان وروي عنها أنها كانت من عشاق أحد الآلهه في بلاد العراق وبعد أن تسببت في وفاته تركت الأرض وعادت لمكانها في البحر.
وردت أيضًا في أساطير آخرى عن أنها يمكنها العيش في كلا الحياتين البحرية والبرية والتجاوب مع البشرية، والتزوج منهم. مؤخرًا روي عنها بأنها كانت في البحر ملفتة لإنتباه الناظرين، لشدة جمالها، وغرابة تواجدها عما هو مألوف، إلى أن إصطادها أحد البحارة، وتزوجها وأنجب منها، في عام 2009 في أحد البقاع المتواجد بها الإسرائليون هناك من أقر أنه يراها مرارًاـ وهي أشبه بحيوانات الدلافين، وتمتع الناظرين بجمال حسنها، وبعروضها البهلاونيه الشيقة.
هل عروسة البحر من الجن؟
يقال أن عروسة البحر ليست منتميه لفصيلة الأسماك كما يعتقد الكثيرون، ولكن نظرًا لعجز العقل البشري وعدم قدرته على تحمل الغموض، يصدق بشكل تلقائي ما ورد في كثير من الروايات والأساطير على مر الزمان، وبناءً على ذلك يقوم بتحريف الواقع إلى ما يمكن تصديقه، في إعتقادًا منه أن هناك كائن بحري خلقه الله يحمل نصف صفات البشر والآخر صفات الأسماك. تم نفي ذلك فيما ورد في القرءان الكريم في قوله سبحانه وتعالى، (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم).
عروسة البحر، أو حورية البحر هي موجودة بالفعل ولكن ليس على صورتها التي نعتقد بها كنصف سمكة ونصف إنسان، بينما حقيقة هذا المخلوق العجيب يكمن في أنها عبارة عن نوع من الجنيات التي تسكن البحار، نظرًا لقدرات الجن في تغير شكله بإذن من الله، فقد أُختير هذا الشكل الساحر الجذاب، الذي يمثل أجمل ما يمكن أن ترى الأعين من جمال النصف العلوي للإناث، والنصف السفلي للأسماك، والدليل القاطع على ذلك أنه تم العثور كثيرًا على العديد من حوريات البحر، ميته في آخر صورة متحوله إليها، ولم تتمكن من عودتها من الرجوع لشكلها جنيه كما خلقها الله، لأن الجن إن مات على أي شيء يتشكل به، لم يمكنه العودة إلى شكله الطبيعي مرة ثانية.
هناك قصة حقيقة حدثت، أنه في عهد الصحابي عُمر بن عبد العزيز، يمشي متجهًا نحو مكة رأى حية ميتة فقام بدفنها، فإذا بهاتف يهتف في أُذنه رحمه الله عليك يا سُرَق، فقال له عُمر: من أنت. قال له: أنا رجلًا من الجن، وهذا سُرق، لم يبق ممن بايع رسول الله غيري وغيره، وأشهد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( تموت يا سُرَق بفلاة من الأرض ويدفنك خير أُمتي) فحلّفه عُمر على ذلك، فحلف الجن، فبكى عُمر عجبًا لما سمع.
قد يهمك ايضاً: لماذا سمي البحر الابيض المتوسط بهذا الاسم؟
حورية البحر الصغيرة
ترمز حورية البحر في بعض الثقافات إلى الحياة، والخصوبة، في مياه المحيط، وفي ثقافات آخرى يقال عنها بأنها المدمرة للمياه المتواجدة فيها رمزًا إلى الكوارث والعواصف، وتكون سبباً في وفاة من يراها من الصيادين والبحارة.
روى عن عروسة البحر في الخمسينيات، مما جعلهم ينحتوا شكلها من الخشب والمتواجدة في معهد مينيابوليس للفنون، وظهرت في روايات في القارة الإفريقية في صورة رجل أو أنثى، وكان هناك من يعبدها قديمًا إعتقادًا في الحصول على الإحسان، معتقدين أنها تقدم الجمال، وتعطيهم الشفاء، والحكمة، والحياة، ووسيلة لحجز أي كوارث طبيبعة.
يقال أنه بعد أن إنتشرت تجارة العبيد والرقيق تحديدًا بالقرن 17، إنتشرت حينها الأساطير حول حورية البحر في كافة بقاع العالم، وأصبحت حينها مصدر ملهم وأصبح الكفّار تعتقد بها وأصبحت ضمنًا لتقاليدهم، وهويتهم الثقافية.
حدث في بلاد الإغريق، أن تداولت القصص والأساطير حول عروسة البحر، أن شقيقة الإسكندر الأكبر تحولت قبل أن تموت إلى عروسة بحر، في عام 295 ق.م وكانت تعيش حينها في بحر إيجه، وكانت تسأل المارة من البحارة هل أخي حي، فإن كانت الإجابة أنه حي وحاكم ومحتل العالم، حينها تسمح لسفينتهم بالعبور في آمان، وإذا تلقت إجابه آخرى لم ترضيها أحضرت عليهم عواصف، وقضت على سفينتهم، إلى أن يموت من بها.
تعود حورية البحر الصغيرة إلى السلف، وكانوا ينظرون إليها على أنها روح خيرية تساعد على الزراعة وخصوبة الأرض في القارة الأوروبية، ولكن في القرن 19 كان هناك إعتقاد شرير، بأنها هي شبح للسيدات التي تمتن غرقًا، هذا الشر ناتج عن الغضب والحزن، في قلوبهم وتقوم بتوصيل أي شخص يسقط بالماء إلى مقبرته المائية.
تتجسد في روح إناث من لديهم ذيل ثعبان أو سمكة، وأوقات يكون لها أجنحة، وذلك كان شائعًا عن عروسة البحر في بلاد فرنسا، ألمانيا، والمجر، ووصفت في الأساطير الأوروبية بأنها تحاول أن تتنقم من أبيها الذي ظلم أمها الحورية الخيالية، وهي ترد حق أمها نيابة عنها.
تم تصميم تمثالًا خاصًا بحورية البحر الصغيرة، في عام 1913، وكان موطنه الدنمارك تحديدًا بمدينة كوبنهاجن، وتم تشكيله بواسطة الفنان الشهر، آدوارد اريكسن، على هيئة عروسة البحر وهي تجلس على قمة صخرة، تمثال عريق يصل طوله إلى متر وربع وتقديريًا وزنه يصل إلى مائة خمس وسبعون كجم، قام الفنان بتصميمه تخليدًا لقصة حورية البحر الصغيرة.
وتتلخص أحداث القصة في أن هناك عروسة أنقذت الأمير من الغرق في البحر، ووقعوا في حب بعضهم البعض، حينها قامت الحورية بتكليف ساحرة تستكمل جسدها بقدمين، دون ذيل السمكة، حتى تتمكن من العيش برفقه الأمير، وتسنى لها ذلك، مع أنها عاشت حياة مؤلمة لعدم تحملها لتلك القدمين، إلى أن وصلت لحبيبها ولم تتمكن من الحديث من شدة آلمها، وعاشت تعيسة وبعد التضحية لم يتسنى لها العيش مع حبيبها الأمير.
تعرف ايضاً على فواكه البحر وانواعها المختلفة.